محمد الدبلي الفاطمي/دار الكتاب للادب العربي والثقافة
سأبْحَثُ عَنْكِ
سأبْحثُ عنْكِ في وجْهِ الصّباحِ***وفي شُرْبِ النّبيذِ مِنَ القِداحِ
أُسائِلُ عَنْكِ مَنْ سَهَروا اللّيالي***وأسْألُ مَنْ تَمَرَّدَ في الضَواحي
فَصِرْتُ متى أصابَتْني نِبالٌ***كَسَرْتُ سِهامَها قَبْلَ الرِّماحِ
هَجَرْتِ ولمْ تَريْ فَجْراً مُنيراً***ولا شَمْساً تَدُلُّ على الصّباحِ
فكَيْفَ أُعَلِّمُ النّاسَ التّرَقّي***وَشَعْبُ البَطْنِ فَرّطَ في الفلاحِ
////
سأبْحَثُ عنكِ في قِمَمِ الجبالِ***وفي جَوْفِ البَهيمِ مِنَ اللّيالي
فَإنَّ لَكِ بِقَعْرِ القَلْبِ عِشْقٌ***أصابَ الرُّوحَ مُخْتَرِقاً خَيالي
إذا وصَفوكِ جاءَ الوَصْفُ نَقْصاً***لأنّكِ قَدْ صُنِعْتِ مِنَ الجَمالِ
وَأرْوَعُ زَهْرةٍ تَبْدو لِعَيْني***فَتاةٌ في الرّفيعِ مِنَ الخِصالِ
ولَيْسَتْ في البناتِ مِنَ اللّواتي***يَضَعْنَ التّبْرَ فَخْراً بالمَعالي
////
سأبحثُ عنْكِ في وَطَنِ الضّبابِ***وفي أرْضِ الجوارِحِ
رأيْتُكِ تَرْحَلينَ فَضاق صدري***لأني ما انْحَنَيْتُ إلى الكِلابِ
أضَرَّ النَّفْسَ أنّكِ رُحْتِ قَهْراً***فغابتْ مِنْ هُنا شَمْسُ الكِتابِ
بِعَصْرٍ صارَ ساكِنُهُ غَريباً***عديمَ الرّأْيِ في صُنْعِ الجوابِ
يُدَجِّنُ بَعْضُنا بعضاً بِحِذْقٍ***وما نجْني سوى وجَعَ الخرابِ
محمد الدبلي الفاطمي
تعليقات
إرسال تعليق