الكاتب سالم المشني /دار الكتاب للادب العربي والثقافة

أغنية عند الغروب...... لقد وجدت نفسي عندما ذهبت لأُحاسبها في ظل شجرة الصنوبر ووضعت يدي على رأسي وأَطرقت، عندها راودتني الشكوك لأن ساعة صمتي هذه ما هي إلا إحساس بالصدق أم كنت قد جادلتها فقط..؟ إنتفضت لحظة ونظرت حولي فإذا بها شمس الأصيل تغازلني وتقول قد حان رحيلك! عد إلى معترقك ولا تكن من الهاربين....! إنتابني شعور الذعر باديء الأمر لكنني سرعان ما أدركت أنني أعيش في عالم النقاء فلا ضوضاء تُغَلّثُ عليّ صفاء نفسي ولا من يُقلق راحتي لأنني الآن وفي خلوتي هذه أكاد أن أكون من الذين مَلكوا أنفسهم وأصبحوا من الخالدين لا أحد يعكر صفوي ولا أحد يساومني على رسم طريقي بما تهواه نفسي فأنا إذن أصبحت مالكا لها ولن أكون من التابعين أوشاح وتناقضات أوشكت أن تطيح بي لولا زغاريد الهاتفين الأولين خيمت عليّ وألهمتني بالبقاء حيث أكون إنني أسمع هتافهم وهم يقولون لي وبصوت هاديء لا تذهب الآن فهنا تجد نفسك وتجد القناديل من فوقك في سماء تُضيء بصيرتك وتنير لك الطريق.... لا تُغادر فهناك الأفّاقون المنافقون ينتظرون قدومك وأيديهم تلوح لك بالتصفيق وأنت تعلم أنهم هم النسّاجون. إنهم يأخذون كل شيء ولا يُعطون. يوهمونك بأنك أصل الفضيلة والخير ثم سرعان ما يُلقو بك على الهامش أمام عيون الناس أجمعين.....! إنني أُشاهدكم بأُم عيني أيها المراوغون أراكم أمامي رغم بُعدي عنكم إنكم تطالبونني بأن أُعلن وبملء إرادتي أن أكون بين خضوع نعم ولن أكون من المتمردين بقول لا.....! إن الحقيقة يجب أن تكون هي الأعلى رغم حفر الخنادق في الطرقات ونصب الكمائن ومؤتمرات الكائدين..... لن يطول بقائي هنا رغم الهدوء وجمال أناشيد الطيور المغردة فأنا ما خُلقت لأكون من الغائبين..... سأُلبي من يناديني وأعود لرسم طريقي بين سطور هؤلاء المشعوذين.... فلا حياة دون أن أُضحي وأمسك بيدي غربالاً كي أُنقّي بغربالي هذا شرذمة من كانوا على ظهور غيرهم يتسلّقون...! إن كل ما أَرنو إليه هو عشق حياة الأفضلين التي لا تكون إلا على أُسسٍ بُنيت على مالا يكون فيه الضررُ لكلا الجنسين أجمعين.... أنا أعلم أن في كل خُطوة أخطوها يوجد كأس مرارة وإن لم أتذوقه فليس لكأس المعين مذاق وإن كان كأس الشهد للشاربين.... سالم المشني فلسطين...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عبيد احمد /دار الكتاب للادب العربي والثقافة

د. غلى احمد جديد /دار الكتاب للادب العربي والثقافة

فؤاد زاديكي /دار الكتاب للادب العربي والثقافة