ماهر اللطيف /دار الكتاب للادب العربي والثقافة

لعبة الكراسي في العالم العربي بقلم :ماهر اللطيف يتهافت البعض على المناصب والكراسي بشتى الطرق والاساليب للحكم والتسلط والنفوذ - مهما كان المنصب -، فيركبون ظهور الفقراء والمساكين وأصحاب الطبقات السفلى و المتوسطة - التي اندثرت ووُئدت- ويتاجرون بمشاكلهم وهمومهم واحلامهم وانتظاراتهم وحتى حقوقهم التي سُلبوا منها إلى أن امست حلما من الأحلام.... فتتولى هذه "الشرذمة" من الطامعين في النفوذ والصولان والجولان توزيع الوعود والأحلام وبث الأمل وحب الحياة لدى العامة الذين يتمسكون بأي شيء يمكنه أن يمدهم بالحياة والاستمرار بدل اليأس والموت وهم أحياء.... ومنها، يسهل الحالمون للطامعين الطريق وينحنون لهم طواعية حتى يعتلوا ظهورهم ويجلسوا على كرسي "سدة الحكم" تحت وابل من التصفيق والتشجيع والهتافات الموالية لهم طمعا في غد أفضل وتفعيلا لوعود أقسم هؤلاء على تنفيذها حال بلوغهم "تلك المراتب" السانحة لهم بذلك... لكن للأسف، "تجري الرياح بما لا تشتهي السفن" وينقلب هؤلاء على أولئك وينكثون وعودهم ويتنكرون لكل ارتباط يجمعهم بهم، بل انهم يشرعون في النيل منهم وازياد همومهم ومشاكلهم عبر تزايد البطش والظلم والضيم والاستبداد والاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم وغيرها، إلى أن تخر قوى العامة وتستلم وتخنع وترضى بالموجود مجددا وتسلم بأن الكرسي خادع مهما كان صدق راكبه ونيته قبل امتطائه، بل إنه قذر وممتلئ بالسيئات والذنوب التي تلتصق اليا بكل من يجلس عليه وان كان "ملاكا طاهرا" في هذا الوطن العربي الإسلامي الذي ورد في القرآن وصفه ب "كنتم خير أمة أخرجت للناس".

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عبيد احمد /دار الكتاب للادب العربي والثقافة

د. غلى احمد جديد /دار الكتاب للادب العربي والثقافة

فؤاد زاديكي /دار الكتاب للادب العربي والثقافة