رواية الانتظار/كمال قاسم

رواية الانتظار .. الفصل الاول كان غارقا فى افكاره كالعادة . وفى زاوية انتظاره التى اعتاد الجلوس فيها على ذلك المقهى المجاور لمنزله وامامه على الطاولة ملفات لا حصر لها وفجاة انتابته نوبة ضحك هستيرية ثم صمت فجاة وبعدها اخذ يردد مليون وواحد مليون وقبل ان يكمل العد اقترب منه رجل وقور وقطع عليه ما كان غارقا فيه قائلا،،، ماذا حل بك يا رجل . اجابه بضحكة ساخرة انا احصى عدد خسائرى وفى كل مرة اقوم بحصرها تتزايد ؟؟ وتابع قائلا هل سالت نفسك يوما عدد ساعات انتظارك على باب الجمعية الاستهلاكية هل احصيت وقت انتظارك على باب معتمد الرواتب والوقت الذى تقضيه امام بيتك ريثما تفتح لك زوجتك (القرفانة) وانت تحمل اكياس الخضار بل وساعات انتظارك لطبخها الذى لا ينضج ابدا ؟ انتظارك المقلق لملاك النوم فى الفراش ... اجابه الرجل بابتسامة هادئة . ما الغريب فى ذلك حياتنا كلها انتظار ومثلك مثل بقية الخلق . وكان الحوار بينهما على شاكلة الاول يربط العقد ويعقدها والثانى يحلحلها ولا يفككها .. فقال الثانى محاولا تهدئة الرجل عليك بالانتظار و الصبر يا بنى ... فقاطعه . انا اكثر المنتظرين والصابرين . انتظر زوال ضعفى لاصبح اشجع واكثر اقداما لكننى ضقت ذراعا بالصبر فخريفى القادم يلوح فى خريفى الحالى اما عن العمل . انتظر ان يموت مديرى الحالى او يتقاعد فيتحسن مركزى الوظيفى فانا اكثر رجل ينتظر نعم انا اكثرهم . انتظر الصباح حتى ارى الشمس وانتظر المساء كى ارتاح وانتظر زوجتى العقربة حتى تموت وارث نصف فدان من الارض الزراعية !!!!!! احس الرجل الوقور بتخبط افكاره وضرب كفا بكف وهز راسه حائرا فابتسم الاول ابتسامة صفراء وقال وانت ماذا تنتظر ؟؟؟ اجابه على الفور انتظر صبى المقهى ان ياتى لادفع ثمن قهوتى وانتهى من رواية انتظارك .... (يتبع) #كمال_قاسم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عبيد احمد /دار الكتاب للادب العربي والثقافة

د. غلى احمد جديد /دار الكتاب للادب العربي والثقافة

فؤاد زاديكي /دار الكتاب للادب العربي والثقافة